مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: نا وكيع، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال: كان بالمدينة فزع فاستعار النبيُّ صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة، يقال له: مندوب فركبه فقال: ما رأينا من فَزَع وإن وجدناه لبحرا. وقال أبو عبيد في غريب الحديث له: حدَّثنا أبو النصر عن أبي إسحاق، عن حارثة ابن مُضرب، عن عليٍّ رضي الله عنه أنه قال: كنا إذا احمرَّ البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكن أحد منا أقرب إلى العدوِّ منه. والدَّليل الواضح على ما قاله عليُّ رضي الله عنه ثبوته عليه السلام في يَومَي أُحُد وحُنَين مع نفر يسير من أهل الحفاظ. مسلم: حدثنا أحمد بن جناب المُصِّيصيُّ، قال: نا عيسى بن يونس، عن زكرياء، عن أبي إسحاق، قال: جاء رجل إلى البراء فقال: كنتُم وُلِّيتُم يوم حُنين يا أبا عُمارة قال: أشهد على نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم ما ولِّي، ولكنه انطلق أخِفَّاء من الناس، وحُسَّرٌ إلى هذا الحي من هوازن، وهم قوم رماة، فرموهم برشيق من نبل، كأنَّها رِجلٌ من جراد فانكشفوا، فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنز واستنصر، وهو يقول:" أنا النبيُّ لا كذِبْ أنا ابن عبد المطَّلب اللهم أنزل نصرَك ". قال البراء: كنا والله إذا احمرِّ البأسُ نَتَّقي به. وإنَّ الشجاع منَّا للذي يُحاذى به، يعني النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وأدركه صلى الله عليه وسلم أُبيٌّ بن خلف الجمحيُّ بالشِّعب من أُحد بعد الهزيمة، وقد استند فيه صلى الله عليه وسلم مع رهط من المسلمين، وهو يقول: أين يا محمد؟ لا نجوتُ إن نجوتَ. فأحدق به من كان معه من أصحابه وقالوا: يا رسول الله، يعطف عليه بعضنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" دعوه ". فلما دنا تناول عليه السلام الحربة من الحارث بن الصِّمَّة. قال ابن إسحاق: يقول بعض الصحابة فيما ذُكر لي: فلما أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم انتفض بنا انتفاضة تطايرنا عنه تطاير الشَّعراء عن ظهر البعير إذا انتفض بها. ثم استقبله