الطبري: نا سفيان بن وكيع، نا زيد بن الحُباب عن عبد الرحمن بن بابَيْهِ، عن أبي هِزان، عن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد أنه احْتَجم في رأسه، وبين كتفيه، فقيل له: ما هذا؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أهراقَ منه هذه الدماءَ فلا يَضرُّه ألا يتداوى بشيء ". وقصة موت عبد الرحمن في الاستيعاب مُسْتَوعَبة.
ومنهم سلامة بن هشام بن المغيرة. وكان قديم الإسلام من مهاجرة الحبشة، ومن خيار الصحابة وفضلائهم. واحتبس عن الهجرة، وعُذب في الله عز وجل، فلم يشهد بدراً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له وللمستضعفين في صلاته، كعيَّاش بن أبي ربيعة بن المغيرة والوليد بن المغيرة أخى خالد بن الوليد حتى أنقذهم الله. واستشهد سلامة يوم مَرج الصُّفَّر سنة أربع عشرة.
وأخوه الحارث بن هشام أسلم يوم الفتح، وهو من المؤلفة قلوبهم، وكان من خيار مُسلمة الفتح، وفرَّ يوم بدر. وفي فراره يقول حسان بن ثابت من قصيدة:
إنْ كنت كاذبةَ الذي حدَّثتِني ... فَنَجوتِ مَنجى الحارث بن هشام
تركَ الأحبةَ أن يقاتِلَ دونهم ... ونجا برأسِ طِمرَّةٍ ولجامش
فأجابه الحارث:
اللهُ أعلمُ ما تركتُ قتالَهم ... حتى رمَوا مُهري بأَشقَرَ مُزْبِدِ