عن ماء الفراتِ حَمَى كِراماً ... لِرَعْي حقوقِهمْ أَضحى مُضِيعًا
أتى في الذِّكرِ ذِكرهُمُ بقُدْسٍ ... فكن يا من تَلاهُ له مُذيعاً
وولد الحسينُ، رضي الله عنه، عليا الأكبر: أمُّه مُرَّةُ بنتُ عُروةَ بن مسعود الثَّقفيِّ. كذا قال محمد بن شبل في روايته غير ابن شبل هي بنت مُرة بن عروة ابن مسعود، وقُتل مع أبيه الحسين.
وولد عليا الأصغر لأّم ولد، وفاطمةَ: أمُّها أمُّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، وسُكينةَ: أمُّها الربابُ بنت امرئ القيس الكلبية، وفيها كان الحسين يقول:
لعَمُرك إِنَّني لأُحبُّ داراُ ... تَحلُّ به سُكينةُ والربابُ
فأما عليٌّ الأصغر فليس للحسين عقب إلا منه، زين العابدين. وكان أفضل بني هاشم بعد علي والحسين، وأمُّه فارسية، معروفة النسب، واسمها سلافةُ بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى أنو شروان بن قُباذ. وكانت سلافةُ من خيرات النساء. ويقال: إنها عمةُ أمُّ يزيد الناقص أو أختها. وكان عليُّ ابن الحسين من أبرِّ الناس بأمِّه سُلافة. وكان لا يأكل معها في صحفة واحدة، فسئل عن ذلك فقال: أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها. وكان يقال له " ابنَ الخِيرَتين " لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله من عباده خيرتان ". فخيرتُه من العرب قريش، ومن العجم فارس.
وخلف على سلافة بعد الحسين بن علي زِبَيد مولاه. فولدت له عبد الله بن