أن يبعث إليك تَسبُّ عليا عند المنبر. قال: أقول ماذا؟ قال: تقول: أبا تراب. فقال: والله ما سمَّاه ذلك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: قلت: وكيف ذلك يا أبا العباس؟ قال: دخل عليٌّ على فاطمة، ثم خرج من عندها، فاضطجع في صحن المسجد، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة. فقال: أين ابن عمِّك؟ قالت: هو ذاك مضطجعا في المسجد. قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجده قد سقط رداؤه عن ظهره، وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره، ويقول: اجلس أبا تراب، فوالله ما سماه به إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كان اسم أحبَّ إليه منه.
وروى ابن وهب عن حفص بن ميسرة عن عامر بن عبيد الله بن الزبير أنه سمع ابنا له يتنقَّصُ عليا، فقال: يا بني إياك والعودة إلى ذلك، فإن بنو مروان شتموه ستين سنة، فلم يزده الله بذلك إلا رفعة، وإن الديِّنَ لم يبن شيئا، فهدمته الدنيا. وإن الدُّنيا لم تبن شيئا إلا عادت إلى ما بنت فهدمته.
وحدَّث محمد بن إسحاق السرَّاج: نا محمد بن أحمد بن أبي خلف قال: حدثني حُصَين بن عمر عن مُخارق، وعن طارق قال: جاء ناس إلى ابن عباس فقالوا: جئناك نسألك. فقال: سلوا عمَّا شئتم. فقالوا: أيُّ رجل كان أبو بكر؟ قال: كان خيرا كلَّه، أو قال: كالخير كلِّه على حِدَّة كانت فيه. قالوا: فأيُّ رجل كان عمر؟ قال: كالطير الحذر الذي يظنُّ أن له في كلِّ طرق شَرَكاً. قالوا: فأيُّ رجل كان عثمان؟ قال: رجل ألهته نومته عن يقظته. قالوا: فأيُّ رجل كان علي؟ قال: كان قد مُلئ جوفه حُكما وعلما وبئسا ونجدة مع قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يظنَّ أن لا يمُدّ يده إلى شيء إلا ناله، فما مدَّ إلى شيء فناله.
قال ابن السَّرَّاج: وأخبرنا محمد بن الصبَّاح قال: نا عبد العزيز الدَّراورديُّ عن عمر مولى غُفرَة، عن محمد بن كعب، عن عبد الله بن عمر قال: قال عمر لأهل الشورى: لله درُّهم إن ولاَّها الأُصَيلع، يعني عليا وكيف يحملهم على الحق، ولو كان السيف على عنقه. فقلت: أيعلم ذلك ولا يولِّيَهُ؟ قال: إنه قال: إن لم أستخلف وأترككم فقد ترككم من هو خير مني.