قلتُ: نعم. قال: أما والله لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أبويه. فقال: فداك أبي وأمي.
مسلم: حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: نا ابن نُمَير وعبدة قالا: نا هشام عن أبيه قال: قالت لي عائشة: أبوك والله من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح. وقال عليه السلام:" الزبير ابن عمَّتي وحواريِّ من أُمَّتي ". وسمع ابن عمر رجلا يقول: أنا ابن الحواريِّ، فقال: إن كنت ابن الزبير وإلا فلا.
وقال محمد بن سلاَّم: سألت يونس بن حبيب عن قوله عليه السلام: " حواريِّ الزبير ". قال:" خُلْصانُه ". وقال غيره: الحواريُّ الناصر.. وذكر قول الأعور الكلابي:
ولكنَّه ألقى زِمامَ قَلوصِهِ ... فيحيل كريماً أو يموت حَوَارِيَّا
وقال محمد بن عبد السلام الخُشنيُّ: نا محمد بن بشار: نا محمد بن جعفر قال: نا شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق السَّبيعيَّ قال: سألت مجلسا فيه أكثر من عشرين رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن كان أكرم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: الزبير وعليُّ بن أبي طالب.
وجاء في صحيح الآثار أنه كان مُعتمرا بعمامة صفراء يوم بدر، فيقال: إنه نزلت الملائكة يوم بدر على سيما الزبير. وروى أبو إسحاق الفزاريُّ عن هشام بن عروة، عن عباد بن حمزة بن الزُّبير. قال: كان على الزبير عمامة صفراء معتجرا بها يوم بدر. ونزلت الملائكة عليها عمائم صُفر.
وكان الزبير تاجرا مجدودا في التجارة. وقيل له يوما: بِمَ كنت في التجارة وما أدركتَ؟ فقال: لأني لم أشتر عيبا ولم أرُدَّ ربحا، والله يبارك لمن يشاء. وقال حسان بن ثابت يمدحه: