فقال: ألا أبشِّرُك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" طلحة ممَّن قضى نحبه ". وقال البخاريُّ في كتاب " الفوائد " له: حدثنا أبو كُريب محمد بن العلاء: نا يونس بن بُكير: نا طلحة بن يحيى عن موسى وعيسى ابني طلحة عن أبيهما طلحة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابيٍّ جاهل: سَله عمَّن قضى نحبه مَن هو؟ وكانوا لا يجترئون هم على مسألته يُوقِّرونه ويهابونه. فسأله الأعرابيُّ فأعرض عنه. ثم إني طلعت من باب المسجد وعليَّ ثياب خضر، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " " أين السائل عمَّن قضى نحبه؟ ". قال الأعرابيُّ: أنا يا رسول الله. قال "" هذا ممَّن قضى نحبه ".
وخرَّج الترمذيُّ هذا الحديث عن البخاري. بسنده ونصِّه. وكان ممَّن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وسلم يوم أحد ووقاه بيده من ضربة قُصد بها فشلَّت يده. حدَّث أحمد بن زهير أبي خيثمة قال: نايحيى بن معين: نا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: رأينت يد طلحة شلاَّء.
الترمذي: عن علي بن أبي طالب قال: سمعت أذني من في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: " طلحة والزبير جاراي في الجنَّة ". وقال أبو عليٍّ إسماعيل بن القاسم البغداديُّ في " النوادر " له: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم قال: نا خلف بن عمرو العكْبريُّ قال: نا أبو عبد الرحمن بن عائشة قال: نا عبد الرحمن بن حماد عن طلحة بن يحيى بن طلحة، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد الله قال: رمي إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بسفرجلة وقال: " دونكها يا أبا محمد فإنها تجمُّ الفؤاد " قال أبو بكر: قال خلف بن عمرو: قال أبو عبد الرحمن ابن عائشة: تجمُّ الفؤاد: تُريحه. قال أبو بكر وقال غيره: تجمُّ الفؤاد معناه تفتحه وتوسِّعه. من جمام الماء وهو اتساعه وكثرته.
ولم يشهد طلحة بدرا. قدم من الشام بعد رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم منبدر. فضرب له صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره، فكان كمن