وقال محمدُ بن سَنجر: نا عبد الله بت رجاء: نا المسعوديُّ عن ... عن أبيه عن جدِّه ... خرج ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو يطلبان الدِّين حتى مرّا بالشام ... فتنصَّر. وأما زيد فقيل له: إن الذي تطلب أمامك. قال: فانطلق حتى أتى الموصل. فإذا هو براهبٍ فقال: من أين أقبل صاحب الراحلة؟ قال: من بيت إبراهيم. قال: وما تطلبُ؟ قال: الدين. قال: فعرض عليه النصرانية. فقال: لا حاجة لي بها. وأبى ان يَقبل. فقال: إن الذي تطلب سيظهر في أرضك. فأقبل وهو يقول: لبَّيك حقاًن يعبُّداً ورقا، مهما تجشِّمني فإني جاشم، عُذتُ بما عاذ به إبراهيم.
قال: ومرَّ بالنبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو سفيان بن الحارث يأكلان من سُفرةٍ لهما، فدعواه إلى الغداء. فقال: يا ابن أخي إني لا آكل ممَّا ذُبح على النُّصُب.
وذكر ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه لقي زيد بن عمرو بن نُفيل بأسفل " بَلدَح " ن وذلك قبل أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحيُ، فقدَّم إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سُفرة فيها لحمٌ، فأبى أن يأكل منه. قال: وأتى النبيَّ عليه السلام سعيد بن زيد فقال: إن زيداً كان كما رأيت وبلغك، فاستغفر له. قال: نعم. فاستغفر له. وقال:" إنه يُبعث يوم القيامة أمةً وحده ". وله يقول ورقةُ بن نوفل في أبيات:
رشِدتَ وأنعمتَ ابن عمرو وإنما ... تجنَّبتَ تنُّوراً من النارِ حاميا
وزيد بن عمرو، هو القائل في أبياته الربعة رحمهُ الله
أسلمتُ وجهي لمن أسلمتْ ... له الأرضُ تحملُ صَخراً ثقالا