ومنهم أبو وداعةَ: واسمه الحارث بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم، وابنه المطلب بن أبي وداعة. وهما من مسلمة الفتح. أُسر أبوه وداعة يوم بدر فافتداه ابنه المطلب.
ومن بني سهم عبد الله بن الزِّبعري بن قيس بن سعد بن سهم الشاعر أمُّه عاتكة بنت عبد الله بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جُمح. وكان من أشدِّ الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحاب بلسانه ونفسه. وكان من أشعر الناس وأطبعهم. ويقولون: إنه أشعر قريش قاطبة. قال محمد بن سلام: كان بمكة شعراء، فأبرعهم شعراً عبد الله بن الزِّبعري ثم أسلم عبد الله عام الفتح بعد أن هرب يوم الفتح إلى نجران، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وحُسن إسلامُه. واعتذر إلى النبي عليه السلام، فقبل عذره. ثم شهد ما بعد الفتح من المشاهد. ومن قوله بعد إسلامه للنبي صلى الله عليه وسلم معتذراً:
يا رسول المليك إنَّ لساني ... راتق ما فتقتُ إذ أنا بُورُ
إذ أجاري الشيطانَ في سَننِ الغيْ ... يِ ومَن مال ميلَةُ مَثبورُ
يشهدُ السمع والفؤاد بما قُل ... ت، ونفْسي الشَّهيد وهي الخبير
أنَّ ما جئتنا به حقُّ صدقٍ ... ساطعٌ نورُهُ مُضيءٌ مُنيرُ