٩٤٢- وعن النبي صلى الله عليه وسلم:((إن هذا الدين متينٌ، فأوغل فيه برفقٍ، فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى)) .
٩٤٣- ومن حسن البلاغة في المعاني صحة المقال، وذلك أن يؤتى بمعانٍ موافقةٍ يراد بها التوفيق، وبمعانٍ أخر للمضادة، فيؤتى في الموافق بموافقةٍ وفي المضاد بمضادةٍ. كقول بعض الكتاب: فإن أهل الرأي والنصح لا يساويهم ذو الأفن والغش، وليس من جمع إلى الكفاية أمانةً كمن أضاف إلى العجز خيانةً.
قال بعض الكتاب: إذا تؤملت هذه المقالة وجدت غاية المعادلة، لأنه جعل بإزاء الرأي الأفن، والأفن سوء الرأي؛ وبإزاء النصح الغش، وقابل العجز بالكفاية، والأمانة بالخيانة.
٩٤٤- ومن حسن هذا الجنس ما دعت به هند بنت النعمان وقد أحسن إليها فقالت: شكرتك يدٌ نالتها خصاصةٌ بعد ثروةٍ، وأغناك الله عن يدٍ نالت ثروةً بعد فاقةٍ.
٩٤٥- وعن عمر رضي الله عنه أنه قال لابن عباس رحمه الله وقد ذكر أمر الخلافة: ومن يصلح لها؟ فقال: يصلح لها من كان فيه لينٌ في غير مهانةٍ، وشدةٌ في غير عنفٍ.
وأنه كتب إلى أبي موسى: إن أسعد الولاة من سعدت به رعيته، وأشقاهم من شقيت به رعيته.
٩٤٦- وحكى المازني، عن الشافعي، عن بعض الحكماء: ليس