آخركم، وإن هذا الأمر الذي تنازعت أنا ومعاوية فيه، إما أمرٌ لرجلٍ هو أحق به مني فسلمته إليه، وإما أمرٌ هو لي فتركته لحقن دماء المسلمين، {وإن أدري لعله فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حين} . وأشار بيده إلى معاوية، ثم نزل.
١١٦٣- ومن حسن ما في هذه الخطب مما يرى الكتاب والمتأدبون حفظها خطبة زيد بن عليٍ رضي الله عنهما، كتبناها عن علي بن سليمان، قال: هذا الذي أذكره لك خطبةٌ لأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن عليٍ رضوان الله عليهم، وهي من الخطب المتناهية الصحاح يتداولها أهل العلم كابراً عن كابرٍ، ولا إسناد عندنا فيها، وهي صحيحةٌ؛ لما خرج زيد بن علي رضي الله عنهما واجتمع الناس، خطب، فقال:
الحمد لله الواصل الحمد بالنعم، والنعم بالشكر؛ أحمده على آلائه وبلائه حمد من يعلم أن الحمد فريضةٌ واجبةٌ، وتركه خطيئةٌ محيطةٌ، ونستعينه على هذه النفوس البطاء عما أمرت به، السراع إلى ما نهيت عنه؛ أمر الله نافعٌ، ونهي الله ضارٌ؛ نستغفر الله العظيم مما أحاط به علمه وأحصاه كتابه، علم الله غير مغيبٍ عنه، وكتابه غير مغادرٍ؛ ونؤمن به إيمان من عاين الغيوب، وقف على الموعود؛ إيماناً نفى إخلاصه الشرك، ويقينه الشك، ونتوكل عليه توكل من لا يثق إلا به، ولا يفزع إلا إليه، ثقة أهل الرجاء، ومفزع أهل التوكل؛ وأشهد أن لا إله