للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمِثل هذه الاستدلالات لا يُعبأ بها، وتسقُط مكالمةُ أصحابها، ولا يُعَدُّ خلافُ أمثالهم خلافًا، فكلُّ ما استدلوا عليه من الأحكام الفروعية أو الأصولية فهو عين البدعة؛ إذ هو خروج عن طريقة كلام العرب إلى اتباع الهوى.

فحقٌّ ما حُكي عن عمر بن الخطاب حيث قال: "إنما هذا القرآنُ كلامُ الله، فضعُوه على مواضعه، ولا تتبعوا فيه أهواءكم" (١)، أي: فضعُوه على مواضع الكلام، ولا تُخرِجوه عن ذلك، فإنه خروج عن طريقه المستقيم إلى اتباع الهوى.

وعنه أيضا: "إنما أخاف عليكم رجُلَين: رَجُل تأوَّل القرآن على غير تأويله، ورَجُل ينفس المال على أخيه" (٢).

وعن الحسن (٣) رضي الله تعالى عنه أنه قيل له: "أرأيتَ الرجُل يتعلَّم العربية ليُقِيم بها لِسانه، ويُقِيم بها منطقه؟ قال: نعم، فليتعلَّمْها، فإنَّ الرجُل يقرأ بالآية فيَعْيا بوجهها فيهلِك" (٤).

وعنه أيضًا قال: "أهلكتْهم العُجمَة، يتأوَّلون القرآنَ على غير تأويلِه" (٥) " (٦).

"ولعلك إذا استقريتَ أهل البدع من المتكلِّمين أو أكثرهم وجدتَهم من أبناء سبايا الأمم وممن ليس له أصالة في اللسان العربي" (٧).


(١) أخرجه أحمد في: الزهد (١٩١).
(٢) تقدَّم تخريجه، لكن بلفظ: "ينافس الملك على أخيه".
(٣) البصري.
(٤) أخرجه أبو عبيد في: فضائل القرآن ٣٤٩، ٣٥٠؛ والبيهقي في: شعب الإيمان (١٥٦٨).
(٥) ذكره عنه البخاري في: خلق أفعال العباد، ص ٧٥؛ التاريخ الكبير ٥/ ٩٣، ٩٤.
(٦) الاعتصام ٢/ ٤٧ - ٥٠.
(٧) السابق، ٣/ ١٠٢.

<<  <   >  >>