للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأستاذ أبي إسحاق: "أن أحدًا من العلماء لم يشترِط ذلك" قد ظهر خلافُه، وعلى ذلك اعتمد الأستاذ أبو سعيد، لكنه اقتصر على جَلْب الحكاية، فظنَّ به أن لا مستنَدَ له غيرها.

والظنُّ بالأستاذ أبي إسحاق أنه - والله أعلم - لم يتذكَّر عنه هذا الكلام؛ قول الخطابي في المسألة، على أنه قال بعد ذكر ما تقدَّم عنه:

"وتعلُّم اللسان العربي لإصلاح الألفاظ في الدعاء هو كسائر ما يحتاج إليه الإنسان من أمر دينه".

وهذا اعتراف منه بأن الدعاء يُحتاج فيه إلى السلامة من اللحن، فمن أين لزم عنده لغوُ ما قرَّره الأستاذ في ذلك؟!

وبالجملة فهذا الموضع مما يُشكِل من كلامه على ظهور ما اعتمد عليه الأستاذ [ابن لُب] في ذلك، والله أعلم، وبه التوفيق سبحانه.

وقد جرى الشيخ أبو عبد الله بن مرزوق على هذا الذي ظهر من الخَطَّابي، فقال في كتابه "النُّصح الخالص" (١) وقد تعقَّب بعض الأذكار لاشتمالها على أمور؛ منها اللحن، فقال: "واللحن في الأذكار لا ينبغي؛ لأن كثيرًا من الألفاظ بسببه توجد بصورة الكفر - والعياذ بالله -، وأمثلته لا تخفى". انتهى. والذِّكر والدعاء من باب واحد" (٢).


(١) قال أحمد بابا في: "نيل الابتهاج"، ص ٤٩٩، في أثناء سرد كتب ابن مرزوق: "و" النصح الخالص في الرد على مدَّعي رتبة الكامل للناقص" في سبعة كراريس ألَّفه في الردِّ على عصريِّه وبلديِّه الإمام قاسم العقباني في فتواه في مسألة الفقراء الصوفية في أشياء صوَّب العقباني صنيعهم فيها فخالَفه ابن مرزوق".
(٢) روضة الإعلام ١/ ٣٤٠ - ٣٤٢.

<<  <   >  >>