للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حفصة بنت عمر لكن المشهور بهذا اللقب معاوية (١). وهناك سببٌ آخر أوجب اشتهاره بذلك مع مشاركة آخرين له، وهو الردُّ على مَنْ يطعنُ عليه وذلك ببيان فضائله، ومنها أنه صِهرُ النبيِّ ، فيجب أن يُعرف له فضلُه وفضلُ الصُّحبة، وفضلُ تقريبِ الرسولِ له حتى اتخذه من كُتَّاب الوحي (٢).

وقد كان موضعَ تقديرٍ للخلفاء الثلاثة الراشدين أبي بكرٍ وعمرَ وعثمان؛ وأول ذلك: أنَّ أبا بكر أمَّره على جمعٍ من الجند، وأمره أن يلحق بأخيه يزيد في الشام (٣)، وولَّاه عمر الشامَ بعد أخيه يزيد بن أبي سفيان، وجمع له عثمانُ الشامَ فولي الشامَ عشرينَ سنة أميرًا، ولَمَّا تنازل الحسنُ بنُ عليٍّ ابنُ أبي طالب وعن أبيه- عن الخلافةِ لجمعِ كلمةِ المسلمين، ولكفِّ الدماءِ وقطعِ دابرِ الفتنةِ، اجتمعت الكلمةُ عليه في عام أربعينَ من الهجرة، وسُمِّيَ ذلك العامُ عامَ الجماعةِ كما هو مشهورٌ معروفٌ (٤)، وصار مَلِكًا على المسلمين عشرينَ سنةٍ، فولايتُه منذ


(١) ينظر: منهاج السنة (٤/ ٣٦٧ - ٣٧١).
(٢) ففي مسلم (٢٥٠١) من حديث ابن عباس أنَّ أبا سفيان قال للنبي : … ومعاوية، تجعله كاتبا بين يديك، قال: «نعم». وينظر: الشريعة (٥/ ٢٤٥١)، ومنهاج السنة (٤/ ٤٢٧).
(٣) ينظر: تاريخ الطبري (٣/ ٣٩١).
(٤) قال ابن كثير: «المشهور أن مبايعة الحسن لمعاوية كانت في سنة أربعين، ولهذا يقال له: عام الجماعة. لاجتماع الكلمة فيه على معاوية، والمشهور عند ابن جرير وغيره من علماء السير أن ذلك كان في أوائل سنة إحدى وأربعين». ينظر: تاريخ الطبري (٥/ ١٦٢)، والبداية والنهاية (١١/ ١٣٣).

<<  <   >  >>