هذا هو مذهبُ أهلِ السنَّةِ والجماعةِ في كلام اللهِ تعالى.
وأمَّا القرآنُ فلا يوصَفُ بالقِدَمِ لأنه من آحاد كلام الله، فعُلِم أن وصف القرآن بالقِدم خطأٌ، ومع ذلك قد يقع في كلام بعض المنتسبين لأهل السنة.
ثم بعدما ذكرَ الناظمُ ﵀ المذهبَ الحقَّ في كلام اللهِ وفي القرآن، قال بعد ذلك:(ولا تكُ): (لا): ناهية، و (تكُ): فعلُ مضارعٍ مجزومٌ، تُحذَفُ نونُه جوازًا، وتَعيَّن حذفُها في النَّظمِ للوزن، كما تقدَّمَ في قوله:(ولا تكُ بدعيًا)(١).
وقوله:(ولا تكُ في القرآن بالوقف قائلًا): أي: لا تقل أَيُّها المسلمُ السُّنيُّ المتبعُ للسَّلفِ الصالحِ بقول الواقفةِ في القرآن، الذي هو كلامُ اللهِ المنزَّلُ على قلب عبدِه ورسولِه محمَّدٍ ﷺ، الموصوفُ بأنَّه أحسنُ الحديثِ كما قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا﴾ [الزمر: ٢٣].
والوقف: هو الإمساكُ عن القول بأنَّ القرآنَ مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ، وهذا مذهبٌ انتحله بعضُ الجهميةِ، وربما سلك على طريقهم بعضُ الجهلة، يقولون: القرآنُ كلامُ اللهِ، لا نقول مخلوقٌ، ولا غير مخلوقٍ؛ لأنَّه ما جاء أنَّ اللهَ تكلَّمَ بالقرآن، والذي جاء أنَّ القرآنَ كلامُ الله، فيقولون هو كلامُ اللهِ، ويتوقَّفون في خلقه نفيًا أو إثباتًا، وهذا التوقُّفُ شكٌّ.