للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والرسولُ أمر بالاستعاذة من عذاب القبر، بل أمرنا أن نستعيذَ بالله من عذاب القبر في كلِّ صلاةٍ؛ فقال: «إذا تشهَّدَ أحدُكم فليستعذْ بالله من أربع، يقول: اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من عذاب جهنَّمَ، ومن عذابِ القبرِ، ومن فتنةِ المحيا والمماتِ، ومن فتنةِ المسيحِ الدجَّالِ» (١).

وقد ذكر الناظمُ من الغيب الذي يحدثُ للميت في قبره ويجب الإيمانُ به أمورًا:

يقول الناظمُ: (ولا تُنْكِرَنْ جَهْلًا نَكِيرًا ومُنْكَرًا): ومنكرٌ ونكيرٌ: اسمان للملكين اللذين يأتيان الإنسانَ في قبره، فيُقعدانِه ويَسألانِه، وتَسميتُهما بمنكرٍ ونكيرٍ جاءت في حديثٍ رواهُ الترمذيُّ (٢)، وليست معرفةُ اسميهما من المهمَّات، والمهمُّ هو الإيمانُ بفتنة القبرِ.


(١) أخرجه مسلم (٥٨٨) عن أبي هريرة بنحوه. وأخرجه البخاري (١٣٧٧) بأنه كان يدعو مطلقًا بهذا الدعاء.
(٢) أخرجه الترمذي (١٠٧١) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : فذكره. وقال: «حديث حسن غريب» وجوَّد إسناده الألباني في الصحيحة (١٣٩١).
وسأل أحمد بن القاسم الإمام أحمد فقال: «قلتُ: يا أبا عبد الله تقر بمنكر ونكير وما يُروى من عذاب القبر، فقال: نعم سبحان الله! نقر بذلك ونقوله. قلتُ: هذه اللفظة: منكر ونكير، تقول هذا أو تقول ملكين. قال: نقول منكر ونكير وهما ملكان وعذاب القبر». ينظر: طبقات الحنابلة (١/ ١٣٥).

<<  <   >  >>