للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تُفتنون في قبوركم، مثلَ أو قريبًا (١) من فتنةِ المسيحِ الدجَّال» (٢)، وأكثرُ النَّاسِ لا يُدركون فتنةَ المسيحِ الدجَّال، وأمَّا هذه الفتنةُ -فتنةُ القبرِ- فلا مَحيدَ ولا مَفرَّ منها، فإذا وُضع الميتُ في قبره أتاهُ ملكان فيُقعدانه ويسألانه: مَنْ ربُّكَ؟ وما دينُكَ؟ ومَن نبيُّكَ؟

ثلاثةُ أسئلةٍ، فالمؤمنُ الموقنُ يجيبُ بالصواب، ويقول: ربي اللهُ، وديني الإسلامُ، ونبيي محمَّدٌ .

وأمَّا الكافرُ والمنافق؛ فيقول: ها ها لا أدري، سمعت النَّاسَ يقولون شيئًا فقلتُه، فيُضرَبُ بِمِرْزَبةٍ فيصيحُ صيحةً يسمعها كلُّ شيءٍ إلَّا الثقلين، كما جاءت الأحاديثُ الصحيحةُ الثابتةُ بهذا المعنى عن النَّبي ثم بعد ذلك يكون الميتُ في قبره في نعيمٍ أو عذابٍ، كما جاء في حديث البراء بن عازب الطويلِ عن قبض روحِ المؤمنِ وروحِ الكافرِ، وما يكون لها، وما يجري عليها بعد ذلك (٣).

فالقبرُ كما جاء في الحديث: «روضةٌ من رياض الجنَّةِ، أو حُفرةٌ من حُفرِ النَّار» (٤)، ولهذا جاءت النصوصُ بسؤال النَّجاةِ من عذاب القبرِ،


(١) في بعض نسخ البخاري: (قريب) بلا تنوين، ورجح شيخنا لفظ (قريبًا) بالتنوين كما في بعض النسخ الأخرى. وينظر توجيه ذلك في فتح الباري (١/ ١٨٣).
(٢) أخرجه البخاري (٨٦)، ومسلم (٩٠٥) عن أسماء بنت أبي بكر .
(٣) أخرجه أحمد (١٨٥٣٤)، وأبو داود (٤٧٥٣)، وصححه الحاكم (١٠٧)، (١١١)، والبيهقي في إثبات عذاب القبر (٢٠)، (٤٤)، ونقل ابن القيم تصحيح أبي نعيم وأبي موسى الأصبهانيين. ينظر: تهذيب سنن أبي داود (٣/ ٣١٩ - ٣٢٥)، وأحكام الجنائز (ص ١٩٨).
(٤) أخرجه الترمذي (٢٤٦٠) عن أبي سعيد الخدري ، وقال أبو عيسى الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه». =

<<  <   >  >>