للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعلى لسان رسولِه بما له من الأسماء والصفات، فأيُّ جَهلٍ وأيُّ سَفَهٍ ما يقوله المُعَطِّل! فيقول على الله ما لا يعلم، ويُعارضُ قولَ اللهِ ورسولِه بما يزعم أنَّه معقولٌ!

فقد تبين أنَّ من صفات الله الثابتة بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة اليدين، فيجب الإيمانُ بهما على ما جاء في كتاب الله وسنَّةِ رسولِه إثباتًا بلا تمثيل، مع نفي العلم بالكيفية. والنصوصُ الواردةُ في ذلك على ظاهرها وعلى حقيقتها، وهي نصوصٌ مفهومةٌ؛ فاللهُ تعالى خاطبَ عبادَه بلسانٍ عربيٍّ مُبين، والرسولُ عربيٌّ تكلَّم بكلامٍ مفهومٍ.

وقولُ النَّاظم: (وكلتا يديه بالفواضلِ تنفَحُ) أو (تنضحُ) (١): المرادُ به أنَّ كلتا يديه بالعطايا الجزيلة تنفح، يقال: نفحه بكذا؛ أي: أسعدَه وأسعفَه وأعطاه (٢)، والناظمُ أخذ هذا من قول الله تعالى: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ﴾ [المائدة: ٦٤].

والبسطُ يُطلَقُ ويرادُ به ضدّ القبضِ، واللهُ يقبضُ يديه ويبسطهما كيف يشاء، كما جاء في أخذه السموات والأرض، فيقبض اللهُ الأرضَ يومَ القيامة، وفي حديث عبيد الله بن مِقْسَم أنه نظرَ إلى عبدِ اللهِ بن عمر كيف يحكي رسول الله قال: يأخذ اللهُ ﷿ سمواته وأرضيه بيديه فيقول: أنا اللهُ، ويقبض أصابعه ويبسطها (٣).


(١) وهو المثبت في لوائح الأنوار (١/ ٣١١).
(٢) ينظر: لسان العرب (٢/ ٦٢٢).
(٣) أخرجه مسلم (٢٧٨٨ - ٢٥).

<<  <   >  >>