للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن بعده عمر في الفضل باتِّفاق أهلِ السنَّةِ، وقد وردت أحاديثُ كثيرةٌ في فضله وفضلِ أبي بكر ، ومن ذلك: أنَّ عليًا قال: كثيرًا ما سمعت الرسول يقول: «جئتُ أنا وأبو بكر وعمر، ودخلتُ أنا وأبو بكر وعمر، وخرجتُ أنا وأبو بكر وعمر» (١)، ومن ذلك أيضًا أنَّ النَّبي قال: «أُريتُ في المنام أنِّي أنزِع بدلو بَكْرَةٍ على قَلِيْبٍ، فجاء أبو بكر فنزع ذنوبًا أو ذنوبين نزعًا ضعيفًا والله يغفر له، ثم جاء عمرُ بن الخطاب فاستحالت غَرْبًا، فلم أرَ عبقريًا يَفْرِي فَرِيَّه حتى رَوِيَ النَّاس، وضربوا بعَطَن» (٢)، ومن ذلك حديثُ ابن عمر قال: «كنا في زمن النبي لا نعدل بأبي بكر أحدًا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي ، لا نُفاضِل بينهم» (٣).

ومن بعد الخليفتين أبي بكر وعمر: الخليفةُ الراشدُ عثمان ، ومن بعده الخليفةُ الراشدُ عليٌّ .

أمَّا أبو بكر وعمر فاتَّفق أهلُ السنَّةِ على تقديمهما سلفًا وخلفًا، وأمَّا عثمانُ وعليٌّ فقد كان هناك خلافٌ بين السَّلف، يقول شيخُ الإسلامِ ابن تيمية في «العقيدة الواسطية»: «فقدَّم قومٌ عثمانَ وسكتوا، أو ربَّعوا بعلي، وقدَّم قومٌ عليًّا، وقومٌ توقفوا، لكن استقرَّ أمرُ أهلِ السنَّةِ على تقديم


(١) أخرجه البخاري (٣٦٧٧)، (٣٦٨٥)، ومسلم (٢٣٨٩) -واللفظ له-، عن ابن عباس .
(٢) أخرجه البخاري (٣٦٨٢) -واللفظ له-، ومسلم (٢٣٩٣)، من حديث ابن عمر .
(٣) أخرجه البخاري (٣٦٩٧) عن ابن عمر .

<<  <   >  >>