للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١. تَمَسَّكْ بِحَبْلِ اللهِ واتَّبِعِ الهُدَى … ولا تَكُ بِدعِيًّا لَعَلَّكَ تُفْلِحُ

٢. ودِنْ بكتابِ اللهِ والسُّنَنِ التي … أتَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ تَنْجُ (١) وتَرْبَحُ

افتتح الناظم هذه القصيدة بوصايا عامة تضمنها البيتان الأوَّلان:

الأولى؛ قوله: (تمسَّك بحبل الله) أي: اعتصم بحبل الله، واشدُد يديك به، والتعبيرُ بالتمسُّك مناسبٌ لذِكر الحبلِ، والحبلُ المراد به: القرآنُ أو دينُ الإسلامِ، واللهُ تعالى قد أطلق ذلك في قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: ١٠٣] (٢)، والقرآنُ سُمِّي حبلًا؛ لأنَّ الحبلَ هو السببُ الذي يُتعلَّقُ به حسًّا، ويُتَمسَّك به طلبًا للنجاة من الوقوع في الهاوية، فإطلاقُ الحبل على القرآن إطلاقٌ معنوي، فكتابُ اللهِ ودينُ اللهِ هو حبله، وهذا عند أهل اللغة من نوع المجاز-على القول بالمجاز وهو المشهور- وفيه تشبيهٌ للإسلام والقرآن بالحبل، فيكون من قبيل المجازِ الذي علاقته المشابهة، وهو الاستعارة.

وقوله: (تمسَّك) فيه تأكيدٌ لهذا التشبيه، وقد قال الله : ﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (١٧٠)


(١) في طبعة الشطي ومحمد عبد السلام: (تنجو)، والمثبت من العلو للعلي الغفار للذهبي (ص ٢٠٩).
(٢) ينظر: زاد المسير (١/ ٤٣٢).

<<  <   >  >>