للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذه الغيرةُ من طبع النِّساء، وخديجةُ لها شأنٌ عظيمٌ، كيف وقد جاء جبريلُ يُبلِّغها بواسطة النبيِّ السَّلامَ من ربِّها، كما ثبت في الصحيح قال: «أتى جبريلُ النبيَّ فقال: يا رسول الله، هذه خديجةُ قد أتت معها إناءٌ فيه إدامٌ أو طعامٌ أو شرابٌ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السَّلامَ من رَبِّها ومنِّي، وبشِّرها ببيتٍ في الجنة من قَصَبٍ لا صَخَبَ فيه ولا نَصَب» (١)، وهذه فضيلةٌ عظيمةٌ.

والحديثُ عن فضائل هؤلاء الفُضلاءِ والفاضلاتِ الأخيارِ طويلٌ، وعندي -والله أعلم- أن القول بتفضيل خديجة: قول قوي؛ لأدلة كثيرة دالة على فضلها، وكلهن فُضْليات .

قوله: (وخالُنا معاويةٌ): خالُ المؤمنين معاويةُ بن أبي سفيان، واسمُ أبي سفيان صخرُ بنُ حربٍ بنِ أُمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وكان معاويةُ يُكنى أبا عبد الرحمن، وهو أوَّلُ ملوكِ المسلمين، ولد قبلَ البعثة بخمس سنين (٢).

وهو أحدُ كُتَّابِ الوحي للنَّبي (٣) ، يُعَدُ في مُسلِمَةِ الفتح؛ أو ما بعد صلحِ الحديبية، فإنَّ الصحابةَ كان إسلامُهم على مراحل، فأفضلُهم الذين أسلموا قبل الفتح، ثم الذين أسلموا بعد الفتح، ومنهم مَنْ أسلم بعد الفتح وقبل فتحِ مكة، والمرادُ بالفتح: الفتحُ الفاصلُ بين


(١) أخرجه البخاري (٣٨٢٠) -واللفظ له-، ومسلم (٢٤٣٢) عن أبي هريرة .
(٢) ينظر: الإصابة (١٠/ ٢٢٧ رقم ٨١٠٦)
(٣) ينظر: صحيح مسلم (٢٥٠١).

<<  <   >  >>