يشتركون في وجوب محبَّتهم والثَّناءِ عليهم، ووجوبِ الاعترافِ بفضلِهم، وكلُّهم يشتركون في فضيلة الصُّحبةِ على منازلهم فيها، وتفاضلهم كتفاضل الأنبياء.
وقوله:(ولا تَكُ طعَّانًا تَعيبُ وتَجْرحُ): أي: لا تكن طعَّانًا في أحدٍ من الصحابة كما تفعلُ طوائفُ المبتدعةِ من الرافضة والخوارجِ، فالرافضةُ يطعنون في كلِّ الصحابةِ ويَعيبونهم إلَّا نفرًا قليلًا، ويخُصُّون الشيخين بمزيدٍ من الطَّعن والسبِّ واللعنِ، - فعلى الرَّافضةِ لعنةُ اللهِ- فإنهم يلعنون أبا بكر وعمر أفضلَ الصَّحابة، وخيرَ هذه الأمة، بل خير النَّاسِ بعد الأنبياء، ويُكفِّرون أو يُفسِّقون بقيَّةَ الصحابةِ إلَّا القليل منهم؛ مثل: عمار ابن ياسر، وسلمان الفارسي ﵄ ونفرٍ قليلٍ غيرهم (١).
والخوارجُ كذلك يُكفِّرون عليًا وعثمان ﵄، ويُكفِّرون أصحابَ الجمل، وصفين.
والنَّاظمُ يُرشِدُ إلى ذِكر الصحابةِ بالجميل، ويُحذِّرُ من الطَّعن في أحدٍ منهم.
والنَّاسُ في الصحابة ثلاثُ طوائف -كما تقدَّم- طرفان ووسط:
الطائفةُ الأولى: الرَّافضةُ، وهؤلاء يغلون في أهل البيتِ، ويدَّعون لأئمتهم العصمةَ، ويُقصِّرون في حقِّ سائرِ الصحابةِ ويُبغضونهم،
(١) ينظر تعارض أقوالهم مع توثيقها من مراجعهم في: عقائد الشيعة الاثني عشرية لعبد الرحمن الشثري (ص ١٥٧ - ١٥٨)، وأصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية -عرض ونقد- للقفاري (٢/ ٧١٦).