للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

من علوٍّ، فمَن ينفي علوَّ اللهِ لا يمكنه إثبات النزول (١)، أمَّا أهلُ السنَّةِ فيُثبتون العلوَّ لله، ويُثبتونَ النزول، ويُثبتون أنه تعالى فوقَ مخلوقاته مستوٍ على عرشه، على ما يليقُ ويختصُّ به.

وأنكرت الجهميةُ والمعتزلةُ والأشاعرةُ حقيقةَ النزول، أمَّا الجهميةُ: فهم أئمةُ المعطلةِ، ينفون الأسماءَ والصفاتِ جميعًا، والمعتزلةُ: يُثبتون الأسماءَ وينفون الصفات، والأشاعرةُ يثبتون الصفاتِ السبع (٢) - كما هو المشهور عنهم- وينفون سائرَ الصفاتِ، ومن ذلك النُّزولُ، وطريقةُ الجميعِ واحدةٌ، لكن يختلف موقفهم من النُّصوص، فمنهم مَنْ سَلكَ طريقَ التفويضِ، ومنهم مَنْ سَلكَ طريقَ التَّأويلِ والتَّحريف (٣) كما تقدم؛ قال شيخ الإسلام فيهم: «الذين يوجبون فيما نفوه إما التفويض، وإما التأويل» (٤).


(١) ينظر: التمهيد (٧/ ١٢٩)، وإعلام الموقعين (٣/ ٢٠٧).
(٢) وهي: القدرة، والإرادة، والعلم، والحياة، والكلام، والسمع، والبصر. وهي الصفات التي يسمونها صفات المعاني أو الصفات المعنوية، ويجعلونها في مقابل الصفات النفسية أو الذاتية، مثل كون الرب موجودًا، وقائمًا بنفسه، وقديمًا عند بعضهم، ويضيفون إليها قسمًا ثالثًا، وهي الصفات الفعلية، وهي صفات إضافية اعتبارية غير قائمة بالله عندهم وإنما مجرد تعلقات عدمية، وقد انتقد شيخ الإسلام هذا التقسيم عندهم. ينظر: درء التعارض (٣/ ٢١ - ٢٨)، (٣/ ٣٢٢ - ٣٣٣)، وبيان تلبيس الجهمية (١/ ٣٣٠).
(٣) كما قال قائلهم في جوهرة التوحيد وهي إلحاد وتعطيل:
وكلُّ نصٍّ أَوهَمَ التشبيها … أَوِّلْهُ أو فَوِّضْ ورُمْ تنزيهَا
ينظر: تحفة المريد (ص ١٥٦).
(٤) التدمرية (ص ٤٥).

<<  <   >  >>