للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد افترق الناسُ في هذه الأمَّة كما أخبر النبيُّ فِرقًا شتَّى، كما في قوله : «تفترقُ أمتي على ثلاثٍ وسبعين مِلَّةً كلهم في النار إلَّا ملَّة واحدة»، قالوا: ومَن هي يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي» (١).

وفي حديثٍ: «هي الجماعة» (٢) فهي الجماعةُ المجتمعةُ على الحق الذي جاء به رسول الله (٣).

فالناسُ بين سنِّيٍّ وبدعيٍّ، فمَن سلك طريقَ السَّلفِ الصالح من الصحابة والتابعين فهو من أهل السنَّة، ويتبين هذا بمعرفة مذهب أهل السنَّة، وجِمَاعُه الإيمانُ بالأصول الستَّة، قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية : «هذا اعتقادُ الفرقةِ النَّاجيةِ المنصورةِ إلى قيام الساعة -أهل السنَّة والجماعة- وهو الإيمانُ بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره» (٤)، فهذه أصولُ اعتقادِ أهلِ السنة.

والمبتدعةُ لا بدَّ أن يُخالفوا في شيءٍ من هذه الأصول.

وبدعهم نوعان:


(١) أخرجه الترمذي (٢٦٤١) بهذا اللفظ عن عبد الله بن عمرو ، وهذا الحديث له شواهد عديدة، وطرق كثيرة بألفاظ متقاربة كما في تخريج أحاديث الكشاف (١/ ٤٤٧ رقم ٤٥٥)، والصحيحة (٢٠٣، ٢٠٤، ١٤٩٢) وقال الحاكم في المستدرك (١٠): «هذا حديثٌ كَثُرَ في الأصول». وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «الحديث صحيح مشهور في السنن والمساند» مجموع الفتاوى (٣/ ٣٤٥).
(٢) أخرجه ابن ماجه (٣٩٩٢)، وابن عاصم في السنة (٦٣) عن عوف بن مالك .
(٣) ينظر: الاعتصام (٣/ ٢٠٨).
(٤) العقيدة الواسطية (ص ٥٤).

<<  <   >  >>