فطريقُ الخلاصِ هو استشعارُ أنَّ اللهَ ليس كمثله شيءٌ، وأنَّه لا يُقاسُ بخلقه، فليس نزولُ الخالقِ كنزول المخلوقِ، وإذا استحضر المسلمُ هذا واستقرَّ في نفسه اندفعَ عنه كُلُّ شكٍّ.
وقد شرح شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية حديثَ النزول في كتابٍ معروفٍ، وذكر فيه الأحاديثَ والروايات والمذاهبَ في موضوعِ النزولِ، وذكرَ كلَّ ما يتَّصلُ بهذه المسألةِ العظيمةِ. وفي هذا الكتاب ذكرَ بعضَ الشُّبَهِ التي تَرِدُ في عقول بعضِ الناسِ ويتكلَّمُ بها، مثل قضيةِ اختلافِ الليلِ والنهارِ من مكانٍ إلى مكانٍ، وهل يستلزم دوامَ النزول، وسؤال: متى ينزلُ؟ وكيف يكون النزولُ؟ وما أشبه ذلك من الخَلجاتِ والأفكارِ والوساوسِ.
وقول الناظمِ:(روى ذاكَ قومٌ): يشيرُ إلى حديث النزولِ وما تضمَّنه.
وقوله:(لا يُرَدُّ حديثُهمْ): أي: رواه الثقاتُ الذين لا يجوز رَدُّ حديثهم.
وقوله:(ألا خابَ قومٌ كَذَّبُوهمْ وقُبِّحوا): أي: حُرِموا الخيرَ ومُنعوه وأُبعدوا، وهذه كلماتٌ من النَّاظم في ذمِّ أولئك المعطِّلة نفاةِ الصفات، الذين أنكروا نزولَ الربِّ ﷾ وردُّوا الأحاديثَ الصحيحةَ، إمَّا تكذيبًا لها، وإمَّا تأويلًا وتحريفًا لها، بل ردُّوا نصوصَ القرآنِ وحرَّفوها تَمَسُّكًا بأصولهم الباطلةِ، واعتمادًا على استدلالاتهم وشُبهاتِهم وحُججِهم الدَّاحضةِ.