للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والزحزحةُ: الإبعادُ بشيءٍ من التدرُّج، والدفع شيئًا فشيئًا، قال اللهُ تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾ [آل عمران: ١٨٥]، ومن زُحزحَ عن النَّار دخل الجنَّة، ولكن تمام الفوزُ إنما يكون بدخول الجنَّةِ، وأوَّلُ الفوزِ النَّجاةُ من النَّار بالزحزحة عنها ومُجاوزتها، فمَن جاوز النَّارَ تجاوز كلَّ الأخطارِ، ونجا من كلِّ مكروهٍ.

ولا شكَّ أنَّ المهاجرين والأنصار لهم الحظُّ الوافرُ من ذلك الفضل؛ فهم أولى الناسِ بالنَّجاة من النَّار ودخولِ الجنَّة، قال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ﴾ [التوبة: ١٠٠]، فوعدهم اللهُ الرضوانَ والفوزَ بالجنان.

وقد قال في أهل بيعةِ الرضوان: «لا يدخل النَّارَ أحدٌ ممن بايع تحت الشجرةِ» (١).

* * *


(١) أخرجه بهذا اللفظ: أحمد (١٤٧٧٨)، وأبو داود (٤٦٥٣)، والترمذي (٣٨٦٠)، وأخرجه مسلم (٢٤٩٦) بلفظ: «لا يدخل النار، إن شاء الله، من أصحاب الشجرة أحد، الذين بايعوا تحتها» عن أم مبشر .

<<  <   >  >>