للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مبسوطةٍ كثيرةٍ، ومن ذلك كتاب «الروح» لابن القيم، فإنه ذكرَ مسائلَ كثيرةً تتعلَّقُ بفتنة القبر، وعذابِ القبر، ونعيمِه. (١)

وأحوالُ القبورِ وأهوالها مستورةٌ عن البشر مع قربهم منها، فلو فُتح قبرٌ بعد كذا وكذا لمَا ظهر شيءٌ من نعيمه أو عذابه، ولهذا أنكره الزنادقةُ والذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، لأنَّهم لا يحسُّونه ولا يُشاهدونه، وهذا يقتضي أن يُنكروا كلَّ ما أخبر اللهُ به ورسولُه من أمرِ الغيبِ، والإيمانُ المحمودُ الذي أثنى اللهُ على أهله هو الإيمانُ بالغيب، قال اللهُ تعالى: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ [البقرة].

أمَّا الأمورُ المشاهدةُ فليس في الإيمان بها فضلٌ، ولذا لم يوجب اللهُ على العباد أن يؤمنوا بوجود الشمسِ والجبالِ والبحارِ والسماءِ؛ لأنَّها أمورٌ مُشاهدةٌ، وإنَّما أوجب عليهم أن يؤمنوا بما أخبر به في كتابه، وعلى لسان رسولِه من الغيوب، تصديقًا لخبره وخبرِ رسولِه .

* * *


(١) الروح (١/ ٢٦٩ - ٢٧٣).

<<  <   >  >>