للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحياء شعبة من الإيمان» (١)، وعدِّدْ فيما بين ذلك، الصلاة من الإيمان، والصيام من الإيمان، والحج من الإيمان، والجهاد من الإيمان، وبر الوالدين من الإيمان، وصلة الأرحامِ من الإيمان، وإطعام الطعامِ، وإفشاء السَّلامِ، كلُّ ذلك من الإيمان، وإماطةُ الأذى عن الطريق ابتغاءَ وجهِ اللهِ من الإيمان.

وقد عقد الإمامُ البخاريُّ تراجمَ تتضمَّنُ هذا المعنى في «كتاب الإيمان» من «الجامع الصحيح»، فذكر: باب الصَّلاةِ من الإيمان، باب الجهادِ من الإيمان، باب صومِ رمضان احتسابًا من الإيمان (٢) وغيرها.

ومن جملة أدلةِ أهلِ السنَّةِ كذلك قولُه : «مَنْ رأى منكم منكرًا فليُغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعفُ الإيمان» (٣).

فجعل هذه المراتبَ كلَّها من الإيمان؛ فالتغييرُ باليدِ من الإيمان، وباللسانِ من الإيمان، والتغييرُ بالقلب -ويكون ببغض المنكرِ، والرغبة في إزالته- من الإيمان.

وقولُ النَّاظمِ كما في نسخة: (قَولٌ ونِيَّةٌ وفِعْلٌ على قولِ النَّبيِّ مُصَبَّحُ): وفي نسخة أخرى (مُصرَّحُ) وهو أوضحُ من (مُصبَّحُ)؛ لأنه لا يظهر ب (مصبح) معنى، والتفعيل يستقيم على هذا وهذا.


(١) أخرجه مسلم (٣٥ - ٥٨) بهذا السياق، وللبخاري (٩) نحوه مختصرًا عن أبي هريرة .
(٢) الأبواب رقم: (٣٠ - ٢٦ - ٢٨) على الترتيب.
(٣) أخرجه مسلم (٤٩) عن أبي سعيد الخدري .

<<  <   >  >>