للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

و «الناسخ والمنسوخ». وتوفي سنة ستة عشر وثلاث مئة، وانظر ترجمته في «سير أعلام النبلاء» (١).

ومن آثاره هذه المنظومة المشهورة ب «الحائية» أو «منظومة ابن أبي داود»، وهي ثابتةٌ عنه ثبوتًا قطعيًا، حتى قال الذهبي في كتاب «العلو»: «هذه القصيدة متواترة عن ناظمها» (٢)، وكأنه يرد على مَنْ يُشكِّكُ في نسبتها، ولعلها إن لم تكن أول نظم في العقيدة فلا شك أنها من أول هذا النوع من النظم (٣)، فإن أهل العلم لما قامت حركةُ التأليف وحركة الجهاد باللسان والرد على المبتدعين؛ ألَّفوا في ذلك المؤلفات الكثيرة، ومعظمها يعنى بجمع الأدلة من الكتاب والسنة مع بعض الشرح والتعليق.

ومن الأساليب: تأليف بعض العلوم بالنظم، وهذا منهجٌ تطور وتوسع كثيرًا، حتى إن بعض كتبِ الفقه نُظمَت بالآلاف؛ كمنظومة ابن عبد القوي (٤)، وفي العقيدة كذلك منظومات كثيرة طويلة وقصيرة،


(١) (١٣/ ٢٢١).
(٢) (ص ٢١٢).
(٣) ينظر: المنظومات العقدية عند أهل السنة والجماعة إلى نهاية القرن الثامن لخالد النمر (ص ٧٤).
(٤) محمد بن عبد القوي بن بدران بن عبد الله المقدسي، المرداوي، شمس الدين أبو عبد الله، الفقيه المحدث النحوي، ولد سنة (٦٣٠ هـ) بمردا، سمع محمد بن عبد الهادي، وأخذ العربية عن جمال الدين ابن مالك، وممن قرأ عليه العربية: ابن تيمية، وله تصانيف، منها: «القصيدة الدالية» التي أشار إليها شيخنا وهي في ثمانية عشر ألف بيت، توفي سنة (٦٩٩ هـ). ينظر: تاريخ الإسلام (١٥/ ٩٣٣)، والذيل على طبقات الحنابلة (٤/ ٣٠٧).

<<  <   >  >>