للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقولُه: (على نُجُبِ الفردوس): النُّجب: جمعُ نَجيبة، وهي: الراحلةُ القويةُ (١) الحسنةُ الجميلةُ، و (الفردوس): اسمٌ من أسماء الجنَّة، أو اسمٌ لدرجةٍ من الجنَّة، وهي أعلى الجنَّةِ، وفي الحديث: «إذا سألتم اللهَ فسلوه الفردوسَ فإنَّه أوسط الجنةِ، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تَفَجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ» (٢)، وقد جاء ذِكر الفردوس في القرآن: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٩) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١١)[المؤمنون]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (١٠٧)[الكهف].

فهؤلاء الصحبُ على نُجُب الفردوس بالخلد تسرحُ.

ومن نعيم أهل الجنَّة أنَّهم يركبون النَّجائبَ، ويسيرون عليها، ويسرحون في طول الجنَّة وعرضها، والجنَّةُ فسيحةٌ واسعةٌ ينطلق فيها أهلها، ويتمتَّعون بما أعدَّ اللهُ لهم فيها، وذكر الجنَّة في القرآن وفي السنَّةِ كثيرٌ جدًا.

والجنَّةُ والنارُ هما دار الجزاء، والإيمانُ بهما من الإيمان باليوم الآخر كما في حديث عُبادَةَ بن الصامت : «مَنْ شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمدًا عبده ورسولُه، وأنَّ عيسى عبدُ الله ورسولُه، وكلمتُه ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، والجنَّة حقٌّ، والنَّار حقٌّ، أدخله الله الجنَّةَ على ما كان من العمل» (٣).


(١) ينظر: لسان العرب (١/ ٧٤٨).
(٢) أخرجه البخاري (٧٤٢٣) عن أبي هريرة .
(٣) أخرجه البخاري (٣٤٣٥) -واللفظ له-، ومسلم (٢٨).

<<  <   >  >>