الحق بحكمة وذكاء، حتى أمَّنهم النجاشي في أرضه، بعد أن اقتنع بدعوة جعفر - رضي الله عنه - وأسلم.
وسياق هذه الرواية ذكرناه سابقاً من رواية أم سلمة ل، إذكانت من المهاجرات إلى الحبشة.
· وكان - رضي الله عنه - مضحِّيِا ومهاجراً في سبيل الله:
لقد كانت التضحية والهجرة، هي السمة الغالبة على حياة جعفر - رضي الله عنه -، فقد هاجر ثلاث هجرات لم يهاجرهن إلا من صدق الله وأخلص له، مثله مثل إخوانه من السابقين الأولين من المهاجرين.
فقد هاجر - رضي الله عنه - الهجرتين إلى الحبشة، وهاجر إلى المدينة المنورة، فحياته كلها كانت هجرةً لله ولرسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولإقامة الدين والدعوة إليه، ولإقامة شعائره وشرائعه، فهو ممن هاجر إلى الحبشة مع زوجه أسماء بنت عميس - رضي الله عنها - في الهجرة الأولى والهجرة الثانية، وولد له أولاده الثلاثة في الحبشة، وعاش فيها ردحاً من الزمن (١).
وعلى يديه أسلم النجاشي ومن تبعه في الحبشة، (وذلك كله يدلنا على... أن جعفراً - رضي الله عنه - كان من أهل الإيمان الراسخ، واليقين العظيم، والتضحية الكبيرة، ... حيث ترك داره وأرضه وبلاده، وهاجر إلى الحبشة بعد أن أذن بذلك وأمر به... رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فذهب جعفر - رضي الله عنه - في الفوج الأول الذي لم يكن يتعدى عددهم اثني عشر أو ثمانية عشر ما بين رجل وامرأة، ثم كان كذلك في الفوج الثاني الذي زاد على ثمانين رجلاً وامرأة، وكانت له