للرسول: انطلق، فأخبر صاحبك ما رأيت من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - (١).
أهم ملامح خَلْقه وخُلُقه:
إنّ من أعظم النعم التي أنعمها الله على عباده، أن بعث إليهم رسلا منهم، يخرجونهم من الظلمات إلى النور، فشخصيّات النبيين والرسل بلغت من الجمال والكمال البشري ما لا يمكن أن يرقى إليه بشر غيرهم.
ويأتي من بعدهم خلفاؤهم وأصحابهم ممن اصطفاهم الله سبحانه وتعالى والرسل أنفسهم ليحملوا عنهم الأمانة، أمانة الرسالة التي بُعثوا بها لتبليغها للناس كافة.
(١) أخرجه البزار (٤/ ١٥٩)، رقم (١٣٢٨)، والطبرانى (٢/ ١١٠) رقم (١٤٧٨)، قال ابن كثير في البداية والنهاية (٣/ ٦٩) رواية عزيزة جدا، قال الهيثمى (٦/ ٣٠، ٩/ ٤١٩): فيه أسد بن عمرو ومجالد ابن سعيد، وثقهما غير واحد، وضعفهما جماعة، وبقية رجاله ثقات، قال الشوكاني في در السحابة (٤٥٤) إسناده رجاله ثقات، وقد حسنه ابن حجر في مشكاة المصابيح (٤/ ٣٣١) كما أشار في المقدمة، وضعفه الألباني في مشكاة المصابيح (٤٦١٣)، ومن الطريف ذكر ما يرويه، علي بن يونس المدني قال: (كنت جالساً في مجلس مالك بن أنس حتى إذا استأذن عليه سفيان بن عيينة قال مالك: رجل صالح وصاحب سنة أدخلوه، فلما دخل سلم ثم قال: السلام خاص وعام، السلام عليك أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته، فقال له مالك: وعليك السلام أبا محمد ورحمة الله وبركاته، وقام إليه وصافحه، وقال: لولا أنه بدعة لعانقتك فقال سفيان: قد عانق من هو خير منا ومنك فقال له مالك: النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - جعفراً؟ فقال له سفيان: نعم فقال مالك: ذاك خاص ليس بعام، فقال له: ما عمَّ جعفرا يعمنا وما خصَّ جعفراً يخصنا إذا كنا صالحين، ثم قال له سفيان: يا أبا عبد الله إن أذنت لي أن أحدث في مجلسك، فقال له مالك: نعم، فقال سفيان: اكتبوا، حدثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: أن جعفر بن أبي طالب لما قدم من أرض الحبشة تلقاه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - واعتنقه وقبَّل ما بين عينيه وقال: مرحبا بأشبههم بي خَلقاً وخُلقاً، أخرجه ابن عساكر (٥٨/ ٣٦٥).