للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد «... بعث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - جعفر بن أبي طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حزن العامرية، فخطبها عليه فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب، وكانت تحته أختها أم الفضل بنت الحارث، فزوجها العباس رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -» (١).

ليس من السهل على أي إنسان أن يثق بإنسان آخر في أموره المهمة، فكيف بالأمور الأهم.

فأمَّا الأمور الأهم فنجد أن الإنسان يحرص كلَّ الحرص على عملها ومتابعتها بنفسه، فإن لم يستطع فإنه يبذل استطاعته ليجد إنساناً تتوفر فيه جميع شروط الأمانه والإخلاص ويكون صاحب ثقة وصدق، وأي أمر أهم من الزواج، فبالطبع كل أمر من الأهمية بمكان يكون التوكيل لإنجازه من أهم المهمات الصعبة، وبالتالي يجب أن تتوفر في الموكَّل إليه مواصفات عاليه لأداء هذه المهمة. وهذا ما فعله - صلى الله عليه وآله وسلم - عندما اختار جعفراً - رضي الله عنه -، ليكون صاحب هذه المهمة.

فيا لها من ثقة من المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - والتي كانت في محلِّها- لجعفر - رضي الله عنه -، الذي احترم هذه الثقة ونفذَّها كما طُلبت على أكمل وجه.

حب الصحابة لجعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -:

لقد كان الصحابة يحبون بعضهم البعض، وكانت علاقتهم علاقة احترام


(١) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (٤/ ٣١٤) وبين أنَّ له شواهد، والحاكم (٤/ ٣٢)، رقم (٦٧٩٥)، قال ابن كثير في البداية والنهاية (٤/ ٢٢٩) له شواهد كثيرة، وانظر التمهيد (٣/ ١٦٠)، والاستيعاب (١/ ٦٢١)، وفتح الباري (٧/ ٥١٠).

<<  <   >  >>