فيا له من مشهد نادر لا يبلغه إلا مؤمن بلغ درجة الإحسان، وإنها درجة اليقين بالله.
إنه نتاج التربية الإيمانية القوية، التربية بالقدوة الحسنة.
لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قدوة الجميع في قوته ورباطة جأشه في الحروب وغيرها.
فكان الصحابة ومنهم جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -، أصحاب همم قوية لا يخافون في الله لومة لائم حتى لو كان ذلك مؤدياً إلى إزهاق أنفسهم.
فالنفس تهون في سبيل الله عز وجل.
فيا لها من تربية وقدوة ويا له من إيمان وقر في القلب وصدَّقه العمل وبذل النفس في سبيل العلي القدير.
جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - من آل البيت:
قال زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: قام رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يوما فينا خطيباً بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال:«أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتى رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به». فحثَّ على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال:«وأهل بيتى، أذكركم الله فى أهل بيتى، أذكركم الله فى أهل بيتى، أذكركم الله فى أهل بيتى». فقال له حصين: ومَن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟، قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حُرم الصدقة بعده، قال: