للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقول: ورواية أنَّ سنّ جعفر لما استشهد - رضي الله عنه - كان إحدى وأربعين سنه أرجح، إذ أنَّ جعفر أسلم في بداية الدعوة كما علمنا، وحيث أنَّ بعض الروايات تذكر أنَّ علياًّ - رضي الله عنه - أسلم وعمره عشر سنين، والثابت كما مرَّ معنا أنَّ جعفر - رضي الله عنه - كان أسن من جعفر بعشر سنين، فيكون عمر جعفر حين أسلم نحو العشرين سنة، يُضاف إليها ثلاثة عشر سنة بعد البعثة في مكة، وثمان سنوات بعد الهجرة في المدينة حتى وقعت غزوة مؤتة، حيث استشهد - رضي الله عنه -.

فمجموع عمره يكون إحدى وأربعين سنة على التقريب. والله أعلم.

وقد أكرم الله جعفراً - رضي الله عنه -، بخلود ذكره، وبقاء أثره.

قال جل ذكره: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (١).

فقد قُتل جعفرٌ شهيداً، بل هو سيد الشهداء، كان يسعى للشهادة، فنالها بعد أن بذل الغالي والنفيس رضي الله عنه وأرضاه.

مراثي الصحابة في جعفر رضي الله عنهم أجمعين:

قال حسان بن ثابت يرثي قتلى مؤتة ومنهم جعفر - رضي الله عنه - في قصيدة...

تأوَّبَني (٢) لَيْلٌ بِيَثْرِبَ أعْسَرُ (٣) ... وَهَمٌّ، إذا ما نَوّمَ النّاسُ، مُسْهِرُ (٤)


(١) سورة آل عمران الآية «١٦٩».
(٢) تأوبني: عاودني ورجع إلى.
(٣) أعسر: عسير.
(٤) مسهر: مانع من النوم.

<<  <   >  >>