للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بما يحدث حوله من أحداث شعوب العالم، وكيف لفت انتباه الداعية الصحابي جعفر لأن ينظر في هذه الأحداث ويستغلها، لأن الداعية يحتاج لأن يعرف طبيعة البلد التي يجب أن يدعو فيها، ومن هنا جاء سؤال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لجعفر عن أعجب ما رأى في الحبشة والتي كانت بيئة جعفر - رضي الله عنه - الدعوية، فهو - صلى الله عليه وآله وسلم - معلِّم البشرية، وجعفر - رضي الله عنه - صاحبه والمتلقِّي من معلمه الأكبر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.

فعن ابن بريدة عن أبيه قال: «لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة لقيه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال: حدثني بأعجب شيء رأيته بأرض الحبشة قال: مرت امرأة على رأسها مكتل فيه طعام، فمرَّ بها رجل على فرس فأصابها فرمى به، فجعلت تنظر إليه وهي تعيده في مكتلها، وهي تقول: ويل لك من يوم يضع الملك كرسيه، فيأخذ للمظلوم من الظالم. فضحك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى بدت نواجذه فقال: «كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفها من شديدها حقه وهو غير متعتع» (١) (٢).

موقعة مؤتة (٣):

كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قد أخذ - بعد فتح مكّة - يُراسل ملوكَ العالَم يدعوهم إلى الإسلام، ومنهم ملك بُصرى إذْ أرسل إليه الحرثَ بن عُمَير الأزديّ، فعرض له شُرَحبيلُ بن عمرو فقتله بعد أن عَرَفه أنّه من رُسُل النبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم -، فكان ذلك بداية للحرب، وموقعة مؤتة.


(١) غير متعتع: دون أن يصيبه أذى أو ضرر.
(٢) انظر تخريج الحديث تحت عنوان: «الأحاديث الصحيحة في ذكر جعفر - رضي الله عنه - حديث رقم (١٣).
(٣) مؤتة: قرية من قرى البَلْقاء على حدود الشام، وهي اليوم معروفة في دولة الأُردنّ.

<<  <   >  >>