للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر من رثاه:

قال عبيد الله بن قيس الرقيات يمدح عبد الله بن جعفر:

تغذ (١) بي الشهباء (٢) نحو ابن جعفر... سواء عليها ليلها ونهارها (٣)

وقال الشماخ بن ضرار يمدح عبد الله بن جعفر:

إنك يا ابن جعفر نعم الفتى... ونعم مأوى طارق إذا أتى

ورب ضيف طرق الحي سرى... صادف زادا وحديثا ما اشتهى (٤)

وعن محمد بن عبد الرحمن قال سمعت هشام بن سليمان المخزومي قال: (اجتمع أهل الحجاز وأهل البصرة وأهل الكوفة أنهم لم يسمعوا بيتين أحسن من بيتين رأوهما على قبر عبد الله بن جعفر بن أبي طالب:

مقيم إلى أن يبعث الله خلقه... لقاؤك لا يرجى وأنت قريب

تزيد بلى في كل يوم وليلة... وتنسى كما تبلى وأنت حبيب (٥)

ومن الذين امتدحوا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -، زياد بن سليم وهو المعروف بالأعجم (٦)، إذ دخل عليه في خمس ديات، فأعطاه، فأنشأ يقول:


(١) أغذ السير وأغذ فيه: أسرع.. وتقدى به بعيره: أسرع على سنن الطريق.
(٢) الشهباء: فرسه، للونها الأشهب، وهو أن يشق سوادها أو كمتتها شعرات بيض حتى تكاد تغلب السواد أو الكمتة.
(٣) ديوان عبيد الله بن قيس (١٦٣) يمدح عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
(٤) أخرجه ابن أبي الدنيا في قرى الضيف (١٥)، وانظر تاريخ دمشق لابن عساكر (٢٧/ ٢٩٠)، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (٤/ ٤٢).
(٥) أخرجه ابن عساكر (٢٧/ ٢٩٨). وانظر أسد الغابة (١/ ٥٩٠).
(٦) قال الذهبي في السير (٤/ ٥٩٧): من فحول الشعراء، وفي الأعلام للزركلي (٣/ ٥٤): كان الفرزدق يتحاشى أن يهجو بني عبد القيس خوفاً منه، ويقول: ليس إلى هجاء هؤلاء من سبيل ما عاش هذا العبد.

<<  <   >  >>