للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخاطره، وقضى عليه الصلاة والسلام بما هو الأصلح والأكمل.

دعوته وأثره التربوي والدعوي في الآخرين:

كان لدعوة جعفر - رضي الله عنه - المتخرّج من المدرسة النبوية عظيم الأثر في إسلام النجاشي رحمه الله وغيره. وسنأخذ في الفقرات التالية نماذج ممَّن تأثر بدعوته - رضي الله عنه -.

دعوة جعفر - رضي الله عنه - للنجاشي وإسلامه:

لقد أُرسل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لتبليغ الدين الإسلامي للناس كافة، وحمل عنه هذا الدين الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، ففهموا وفقهوا أهمية الدعوة، وما كانوا ليزهدوا في أجرها العظيم، فقد قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم) (١).

وهكذا كان جعفر - رضي الله عنه - من السابقين إلى هذه الدعوة المباركة، فقد كان من الأولين السابقين لتبليغ الإسلام ونشره، فلا عجب أن يسلم على يديه - رضي الله عنه - ملك الحبشة النجاشي رحمه الله (٢)، وأن يكون له في الحبشة موقف متميز دافع فيه عن الإسلام دفاعاً مؤثراً أمام النجاشي، وذلك بعد حوار حدث بينه وبين جعفر - رضي الله عنه -، فبيّن جعفر للنجاشي عقيدة التوحيد ومن ثم شهد النجاشي بنبوة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، واقتنع عند ذلك بالإسلام، ورفض


(١) أخرجه البخاري (٣/ ١٣٥٧) رقم (٣٤٩٨) و (٤/ ١٥٤٢) رقم (٣٩٧٣)، ومسلم (٤/ ١٨٧٢) رقم (٢٤٠٦).
(٢) قال النووي: «وكان هو - أي جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - وأصحابه سبب إسلام النجاشى، رحمه الله». انظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووي (١٦٩)، وانظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري (١١/ ٣٤٢).

<<  <   >  >>