للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يبذلوا وأن يسبقوا في طاعة الله ومرضاته ونصرة دينه وعون عباده.

ورابعها: من الخصال العظيمة التي يعظم بها أثر المسلم، ويخلد ذكره عند الناس، وتكون له في القلوب محبةً عظيمة، ومكانه كبيرة، ما كان من جود جعفر وكرمه رضي الله عنه وأرضاه، وما كان من شجاعته وإقدامه، فكان في هذه الأحوال أي حال السكون وحال الإقامة على ذلك القدم من السبق في الإحسان والجود والإكرام، وكان في موضع الشدة والقتال على ذلك القدم من السبق في الشجاعة والإقدام - رضي الله عنه -.

وخامسها: أن دعوة المسلم يحملها بين جنبيه، يشغل بها فكره، ويهتم بها قلبه، وينطق بها لسانه، ويجتهد في الإحسان والإتقان بقدر ما يستطيع؛ حتى تؤدي الدعوة ثمرتها، وتبلغ غايتها، كما رأينا في فطنة ودعوة جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - (١).

- أبناء جعفر رضي الله عنهم أجمعين:

كان رسول الله ص يحب بعد جعفر أبناء جعفر، ويضمهم إليه، ويشمهم (٢)


(١) انظر لما سبق: محاضرة جعفر بن أبي طالب للدكتور علي بن عمر بادحدح.
(٢) فعن أسماء - رضي الله عنها - قالت: «لما أصيب جعفر وأصحابه دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقد ديغت أربعين منيئة - قال السندي: هي الإرهاب - وعجنت عجيني، وغسلت بني ودهتهم ونظفتهم، فقال: رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ائتني ببني جعفر، قالت: فأتيته بهم فشمهم وذرفعت عيناه، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال: نعم أصيبوا هذا اليوم، قالت: فقمت أصيح، واجتمع إلي النساء، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى أهله، فقال: لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاماً فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم»، أخرجه أحمد (٦/ ٣٧٠) رقم (٢٧١٣١)، والطبراني (٢٤/ ١٤٣) رقم (٣٨٠)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٦٤): «فيه امرأتان لم أجد من وثقهما ولا جرحهما وبقية رجاله ثقات»، قال الأرناؤوط في مسند أحمد (٤٥/ ٢٥): «إسناده ضعيف، وقوله: «لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاماً» له شاهد من حديث عبدالله بن جعفر، وإسناده حسن».

<<  <   >  >>