للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الله ين جعفر ابن حبه أمامه، ويدعو له ولبقية أولاد جعفر قائلاً: «اللهم اخلف جعفرا في ولده».

حرص علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عليه:

نُقل عن علي - رضي الله عنه - في صفين بعد التحكيم أنَّه قال: ولقد هممت بالإقدام على القوم، فنظرت إلى هذين قد ابتدراني- يعني الحسن والحسين- ونظرت إلى هذين قد استقدماني- يعني عبد الله بن جعفر ومحمد بن علي- فعلمت أن هذين إن هلكا انقطع نسل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - من هذه الأمة، فكرهت ذلك، وأشفقت على هذين أن يهلكا، وقد علمت أن لولا مكاني لم يستقدما- يعني محمد بن علي وعبد الله بن جعفر- وايم الله لئن لقيتهم بعد يومي هذا لألقينهم وليسوا معي في عسكر ولا دار (١).

موقفه من مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين:

قال أبو مخنف (٢): حدثني الحارث بن كعب الوالبي، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: لما خرجنا من مكة كتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب إلى الحسين بن علي مع ابنيه: عون ومحمد:

أما بعد، فإني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي، فإني مشفقٌ عليك من الوجه الذي توجه له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك، إن هلكت اليوم طفئ نور الأرض، فإنك علم المهتدين؛ ورجاء المؤمنين؛ فلا تعجل بالسير فإني في أثر الكتاب والسلام.


(١) انظر: تاريخ الأمم والملوك للطبري (٣/ ١٠٧)، والكامل في التاريخ لابن الأثير (٣/ ١٥٧).
(٢) قال الطبري: قال أبو مخنف.

<<  <   >  >>