للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -]

قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث الشريف: «الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الإسلام إذا فقهوا» (١).

إننا على موعد مع معدنٍ من المعادن النادرة، إنه ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو من آل بيته الكرام، الذي أشبه خَلقه وخُلقه خَلق وخُلق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فهو من الذوات الطاهرة النبيلة، تَرفّع عن الرذائل، وتسامى مع الفضائل، وسلك سبيل الصلاح والهدى والكرامة، وهو واحدٌ من خريجي مدرسة النبوة المباركة، المدرسة التي خرجَّت لنا معالم القمة والقدوة في سائر جوانب الحياة، ولو كان هذا من سيرته لكفى، فإنها منقبةٌ عظيمة، ولكن له مع هذه المنقبة مناقب أخرى، فقد شهد له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالجنة بعد استشهاده، وكان له مواقف كثيرة مع المساكين، ولا ننسى موقفه الفريد ودعوته للنجاشي رحمه الله.

فهيَّا بنا أيها القاريء نرتشف من رحيق سيرة هذا المقدام، ونخوض في مناقبه ونستمتع بها، لنفهم سبب علوِّ منزلته وكونه شبيه خُلق المعلِّم الأكبر، المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم -.


(١) أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٣١)، رقم (٢٦٣٨)، وأحمد (٢/ ٥٣٩)، رقم (١٠٩٦٩).

<<  <   >  >>