من أفرد سيرته - رضي الله عنه - في مصنَّف، يُمحِّص صحيحها من ضعيفها وسقيمها، ويحقق فيها ويُبيِّن عللها والفوائد المستفادة منها.
فأحمد الله أن منَّ عليَّ بأن شرَّفني بالبحث والكتابة في سيرة جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - العظيمة وسيرة آل بيته الأطهار، معتمداً على ما صحَّ منها، مبيِّنا صحيح ما رُوي فيها من ضعيفه، محقِّقاً في بعضها ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
فأسأل الله العظيم أن يكون هذا البحث نصرةً للصحابي الجليل جعفر بن... أبي طالب بخاصة ولجميع صحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بعامة، فإن نصرةَ الصحابة بتبيين صحيح سيرتهم وصحيح ما ورد عنهم هو من نصرة الدين الإسلامي ومن الذبِّ عن سيِّد الخلق محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، لأنه اختار هؤلاء النخبة ليكونوا صحابةً له، ورضيهم الله صحابةً لرسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
وإنني من خلال اتباعي لهذا المنهج لا أدعي الكمال في عملي هذا، فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمنِّي ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء.
والله سبحانه وتعالى أسأل أن يغفر لنا زلاتنا، وأن يهدينا الصراط المستقيم، وأن يدخلنا مع أمثال هذا الصحابي الجليل في جنَّات النعيم، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.