للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيا له من مشهد فريد من نوعه، فالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ينعى أصحابه الثلاثة بعد أن حزن عليهم أشد الحزن وذرفت عيناه، وينقل مشهد المعركة لصحابته الذين في المدينة ويبشِّرهم بشهادتهم في سبيل الله وعيناه تذرفان، فهنيئاً لهم جهادهم و هنيئاً لهم الجنة.

من بعض كلماته في موقعة مؤتة - رضي الله عنه -:

عن ابن اسحاق في قصة جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - وقتاله في غزوة مؤتة قال: ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل وهو يقول:

يا حبذا الجنة واقترابها... طيبة باردة شرابها

والروم روم قد دنا عذابها... علي إن لاقيتها ضرابها (١)

تأملات تربوية من موقعة مؤتة:

هل يمكن أن نتخيل كم كان وقع وتأثير التعليم التربوي النبوي للصحابة ومنهم جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -، كيف كانت قوة إيمان جعفر بن أبي طالب الذي تربى علي يدي المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم -، كيف كان يجاهد في سبيل الله، لقد قطعت يده الأولى فلم يستسلم ولا هرب مدبرا، لقد صمد صمود الشجعان حتى بعد فقده يده الثانية، أمسك الراية بعضديه، وها هو ثابت لا يتحرك ولا يولي ظهره للعدو (٢) حتى قتل شهيدا رضي الله عنه وأرضاه.


(١) أخرجه البيهقي (٩/ ١٥٤، رقم ١٨٢٥٤)، وفي دلائل النبوة (٤/ ٤٧٢، رقم ١٦٩٨)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ١١٨).
(٢) لقد كان تعداد جيش المسلمين لا يتجاوز ثلاثة آلاف وجيش الروم بلغ المائتي ألف. انظر: سيرة ابن هشام (٤/ ١٦).

<<  <   >  >>