للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، ثم تسجد فتقولها عشراً «قال: ثم ترفع رأسك يعني من السجدة الثانية فاستو جالساً، ولا تقم حتى تسبح عشراً، وتحمد عشراً، وتكبر عشراً، وتهلل عشراً» فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات، إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة» (١).

وقد مرَّ معنا قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لجعفر: «ما أدري بأيهما أنا أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر» (٢).

وهذه الرواية تكشف عن مزيج من المحبة والإجلال والتقدير من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لجعفر - رضي الله عنه -، وهذا الفرح هو فرح إجلالٍ وحبٍ، ودليل شوقٍ من رسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لجعفر، فهجرته - رضي الله عنه - إلى الحبشة نأت به بعيداً عن رسول الله لسنوات، وكان الشوق المتبادل بين رسول الله وجعفر بلغ ذروته إلى أن جاءت لحظة لقاء الأحبة يوم فتح خيبر.

وبعد قدوم جعفر - رضي الله عنه -، سأله رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - سؤالاً يجسِّم لنا مدى اهتمام


(١) أخرجه أبو داود (٢/ ٣١)، رقم (١٢٩٩) وسكت عنه (وقد قال في رسالته لأهل مكة ص ٢٨: ما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح، وبعضها أصح من بعض)، وصححه الألباني في أبي داود (١٢٩٩)، قال عبد القادر الأرناؤوط في الأذكار للنووي (١/ ١٥٨): «للحديث طرق
وشواهد تدل على أنَّ له أصلا و هو حديث حسن أو صحيح»، وقد ذكر أبوداود الحديث بطوله مُوَجَّها للعباس ثمّ لعبد الله بن عمرو، ثم ذكر حديث جعفر بنحو حديث العباس ولم يذكر متنه.
(٢) قد تم تخريجه سابقاً.

<<  <   >  >>