للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هؤلاء؟ قيل: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم. فقال: خابت اليهود والنصارى، فقال سليم: ما أدري أسمعه أبو أمامة من رسول الله أم شيء من رأيه ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم أشد شيء انتفاخا، وأنتنه ريحا، وأسوأه منظرا. فقلت: من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء قتلى الكفار. ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم أشد شيء انتفاخا، وأنتنه ريحا، كأن ريحهم المراحيض. قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون والزواني. ثم انطلق بي فإذا أنا بنساء تنهش ثديهن الحيات. قلت: ما بال هؤلاء؟ قيل: هؤلاء يمنعن أولادهن ألبانهن. ثم انطلق بي فإذا أنا بغلمان يلعبون بين نهرين. قلت: من هؤلاء؟ قيل: هؤلاء ذراري المؤمنين. ثم شرف بي شرفا، فإذا أنا بثلاثة يشربون من خمر لهم. قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء جعفر، وزيد، وابن رواحة. ثم شرف بي شرفا آخر، فإذا أنا بنفر ثلاثة. قلت: من هؤلاء؟ قال: هذا إبراهيم، وموسى، وعيسى، وهم ينتظرونك) (١).

وهكذا وبعد حياة مليئة بالدعوة والجهاد في سبيل الله، استُشهد جعفر استشهاد الأبطال كما رأينا، وكان موته - رضي الله عنه - من أعظم موتات البشر.

بعد أن كانت سيوف أعدائه ورماحهم طريقاً عبر عليه - رضي الله عنه - ليحوز على


(١) أخرجه ابن حبان (١٦/ ٥٣٦، رقم ٧٤٩١)، والحاكم (٢/ ٢٢٨)، رقم (٢٨٣٧) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه و قد احتج البخاري بجميع رواته غير سليم بن عامر و قد احتج به مسلم ووافقه الذهبي في التلخيص، وأخرجه أيضاً الطبراني في المعجم الكبير (٨/ ١٥٧)، رقم (٧٦٦٧)، والنسائي في الكبرى (٣٢٧٣)، وابن خزيمة (١٩٨٦)، قال= =المنذري في الترغيب والترهيب: «لا علة له»، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٢٣٩٣): «صحيح»، والسلسلة الصحيحة (٣٩٥١)، قال الوادعي في الصحيح المسند (٤٨٣): «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه».

<<  <   >  >>