للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتوفيت بالمدينة (١).

وقد فرحت فاطمة - رضي الله عنها - بزواج ابنها علي من فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وعاشت مع ابنها علي وزوجه في نفس الدار.

توفيت - رضي الله عنها - في حياة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وقد بلغت من المنزلة عند رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن حزن عليها - صلى الله عليه وآله وسلم - عند وفاتها وكفنها - صلى الله عليه وآله وسلم - في قميصه وصلى عليها.

فعن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، «أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كفَّن فاطمة بنت أسد بن هاشم في قميصه، واضطجع في لحدها وَجزَّاها خيراً» (٢).

وقيل: إنها توفيت قبل الهجرة. والصحيح أنها هاجرت وماتت بالمدينة وبه جزم الشعبي قال: أسلمت وهاجرت وتوفيت بالمدينة (٣).

وقال ابن سعد: إنَّ فاطمة بنت أسد - رضي الله عنها - كانت امرأة صالحة، وكان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يزورها ويقيل في بيتها (٤).

وقد انقرض ولد أسد بن هاشم إلا من ابنته فاطمة بنت أسد كما ذكر ذلك


(١) انظر الاصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (٨/ ٦٠).
(٢) رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١/ ١٥٣)، ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (١/ ١٣٩٣)، وانظر الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (٨/ ٦٠).
(٣) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (٨/ ٦٠)، الاستيعاب لابن عبد البر (٢/ ١١١)، شرح النووي على مسلم (٧/ ١٥٢)، والدليل على أنها هاجرت ما رواه الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البحتري عن علي قال: (قلت لأمي فاطمة بنت أسد: اكفي فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - سقاية الماء والذهاب في الحاجة وتكفيك الداخل: الطحن والعجن) أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ١٥٦)، والطبراني (٢٤/ ٣٥٣)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٢٥٩): رجاله رجال الصحيح، وهذا يدل على هجرتها لأن علياًّ إنما تزوج فاطمة بالمدينة.
(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد (٨/ ٢٢٢)، الإصابة في تمييز الصحابة ابن حجر (٤/ ٤١).

<<  <   >  >>