للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منه (١)، وكان يسمى أيضاً بحر الجود (٢)، وهو الذي يقال له قطب السخاء (٣)، ويقولون: إن أجواد العرب في الإسلام عشرة، فأجواد أهل الحجاز: عبد الله بن جعفر، وعبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وسعيد بن العاص، وأجواد أهل الكوفة: عتاب بن ورقاء أحد بني رباح بن يربوع، وأسماء بن خارجة بن حصن الفزاري، وعكرمة بن ربعي الفياض أحد بني تيم الله بن ثعلبة، وأجواد أهل البصرة: عمرو بن عبيد الله بن معمر، وطلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي وهو طلحة الطلحات، وعبيد الله بن أبي بكرة، وأجواد أهل الشام: خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، وليس في هؤلاء كلهم أجود من عبد الله بن جعفر.

وعندما عوتب في كثرة سخائه وجوده ردَّ قائلاً: إن الله عز وجل عودني عادة، وعود الناس عادة، فأخاف إن قطعتها قطعت عني؛ وأخباره في الجود كثيرة، رحمه الله (٤).

ومن الأدلة على أنَّ عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه - من أسخى الناس، أنه كان يعطي الجزيل الكثير ويستقله، وقد تصدق مرة بألفي ألف، وأعطى مرة رجلا ستين ألفا، ومرة أعطى رجلا أربعة آلاف دينار، وقيل إن رجلا جلب مرة سكراً إلى المدينة فكسد عليه فلم يشتره أحد فأمر ابن جعفر قيمه أن يشتريه وأن يهديه للناس (٥).


(١) فوات الوفيات للكتبي (٢/ ١٧٠).
(٢) انظر: أسد الغابة (١/ ٥٩٠)، وفوات الوفيات للكتبي (٢/ ١٧٠).
(٣) الثقات لابن حبان (٣/ ٢٠٧)، وانظر الاستيعاب لابن عبد البر (١/ ٢٦٥).
(٤) انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (١/ ٢٦٥)، وفوات الوفيات للكتبي (٢/ ١٧٠).
(٥) انظر: البداية والنهاية لابن كثير (٩/ ٤١)، فعن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال: (جلب رجل من التجار سكرا إلى المدينة فكسد عليه فبلغ عبد الله بن جعفر فأمر قهرمانه أن يشتريه وينهبه الناس). أخرجه ابن عساكر (٢٧/ ٢٨٤)، والخطيب البغدادي (٣/ ١٨٩)، والبيهقي في شعب الإيمان (٧/ ٤٣٨)، رقم (١٠٨٨٦)، والبغوي في معجم الصحابة (٣/ ٥٠٨)، رقم (١٤٨٩)، وانظر تاريخ الإسلام للذهبي (٥/ ٤٣٢)، وسير أعلام النبلاء للذهبي (٣/ ٤٦١).

<<  <   >  >>