للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال النووي رحمه الله: «ومما روينا عنه أنه أقرض الزبير بن العوام ألف ألف درهم، فلما قتل الزبير قال عبد الله بن الزبير لعبد الله بن جعفر: وجدت فى كتب أبى أن له عليك ألف ألف درهم، فقال: هو صادق، فاقبضها إذا شئت، ثم لقيه فقال: يا أبا جعفر، إني وهمت، المال لك على أبي، قال: فهو لك، قال: لا أريد ذلك، قال: فإن شئت فهو لك، وإن كرهت ذلك فلك فيه نظرة ما شئت» (١).

قيل: أن أعرابياً وقف على مروان بن الحكم أيام الموسم بالمدينة فسأله فقال: يا أعرابي ما عندنا ما نصلك به ولكن عليك بابن جعفر فأتى الأعرابي باب عبد الله بن جعفر فإذا ثقله قد سار نحو مكة وراحلته بالباب عليها متاعها وسيف معلق فخرج عبد الله فأنشأ الأعرابي يقول:

أبو جعفر من أهل بيت نبوة... صلاتهم للمسلمين طهور... أبا جعفر إن الحجيج ترحلوا... وليس لرحلي فاعلمن بعير

أبا جعفر ضن الأمير بماله... وأنت على ما في يديك أمير

أبا جعفر يا ابن الشهيد الذي له... جناحان في أعلى الجنان يطير

أبا جعفر ما مثلك اليوم أرتجي... فلا تتركني بالفلاة أدور

فقال: يا أعرابي، سار الثقل، فعليك بالراحلة بما عليها، وإياك أن تخدع عن السيف، فإني أخذته بألف دينار (٢).


(١) أسد الغابة (١/ ٥٩١)، تهذيب الأسماء واللغات للنووي (١/ ٣٧١)، سير أعلام النبلاء (٣/ ٤٦٠).
(٢) أخرجه ابن عساكر (٢٧/ ٢٧٠)، وانظر سير أعلام النبلاء (٣/ ٤٥٩).

<<  <   >  >>