للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألف درهم فرأى ابنا له يبكي فقال: ما يبكيك؟ قال: كنت أظن أني وأبي نموت قبل خروج هذا الحائط من أيدينا، لقد غرست بعض نخله بيدي. فدعا أباه ورد عليه صكه وسوغه المال».

وحدثني أبو مسعود بن العَتابَ عن عوانة بن الحكم قال: قال عبد الله بن جعفر: عجباً لمن يشتري العبيد بماله كيف لا يستعبد الأحرار بمعروفه.

وحدثني عبد الله بن صالح العجلي، أخبرني الثقة، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال قدم عبد الله بن جعفر من الشام يريد المدينة فأتى على قوم من العرب قد تحاربوا ووقعت بينهم قتلى فوداهم بثلاث مائة ألف وكسر، وأصلح بينهم وهيّأ طعاماً أنفق عليه مالاً، ثم أطعمهم فقال شاعرهم:

ما البحر أجود من كفيك حين طما... ولا السحاب إذا ما راح محتفلا

أغاثنا الله بالمحمود شميتُه... شبه النبي الذي قُفّي به الرسلا

وأتاه رجل من أعراب بني كنانة فأنشد وهو في سفره:

إنك يا بن جعفر نعم الفتى... ونعم مأوى طارق إذا أتى

ورب ضيف طرف الحّي سرى... صادف زاداً وحديثاً ما اشتهى

إذا الحديث طرف من القرى

ويقال: إن الأبيات في غيره، وقال من زعم أن الأبيات فيه: «إنه أعطاه خمسين ناقة» (١).


(١) أنساب الأشراف للبلاذري (٢/ ٢٩٩).

<<  <   >  >>