للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبيد الله بن عمر في الدرقة، فتعانقا وعض كل واحد منهما أنف صاحبه فوقعا عن فرسيهما، وحمل أصحابهما عليهما فقتل بعضهم بعضا، حتى صار عليهما مثل التل العظيم من القتلى.

وغلب علي؛ على المعركة فأزال أهل الشام عنهما، ووقف عليهما فقال: اكشفوا هؤلاء القتلى عن ابن أخي «فجعلوا يجرون القتلى عنهما حتى كشفوهما فإذا هما متعانقان، فقال علي عليه السلام: أما والله لعن غير حب تعانقتما» (١).

ومما يدل على بطلان هذه الرواية وعدم قتل محمد بن جعفر وعبيد الله بن عمر لبعضهما البعض، ما ذكره أبو حنيفة الدينوري في الأخبار الطوال: «فلما أصبحوا خرج عبيد الله فيمن كان معه «يعني يوم صفين»، وخرجت إليهم ربيعة، فاقتتلوا بين الصفين، وعبيد الله أمامهم يضرب بسيفه، فحمل عليه حريث بن جابر الحنفي، فطعنه في لبته (٢)، فقتله، وقد اختلفوا في قتله، فقالت همدان: قتله هانئ بن الخطاب، وقالت حضرموت: قتله مالك بن عمرو الحضرمي، وقالت ربيعة: حريث بن جابر الحنفي، وهو المجمع عليه» (٣).

وقال ابن الأثير: «عبيد الله بن عمر، قتله محرز بن الصحصح من تيم الله بن ثعلبة من أهل البصرة، وأخذ سيفه ذو الوشاح، وكان لعمر، فلما ملك معاوية العراق أخذه منه، وقيل: بل قتله هانئ بن خطاب الأرحبي، وقيل:


(١) انظر: تخريج الحديث تحت عنوان: روايات ذُكر فيها محمد بن جعفر بن أبي طالب حديث رقم (١).
(٢) اللبة: المنحر وموضع القلادة من الصدر.
(٣) الأخبار الطوال للدينوري (١/ ١٧٨).

<<  <   >  >>