للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن كثير معلِّلا تسميته بهذا اللقب: (لأن الله تعالى عوَّضه عن يديه بجناحين في الجنة) (١).

وهنا نتنبه إلى مدى الحب الذي كان بين الصحابة رضوان الله عليهم، فعبدالله بن عمر بن الخطاب ابن ثاني الخلفاء الراشدين يسلِّم على عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ويناديه بما يذكِّره باستشهاد أبيه، وهذا ممَّا يخفّف عن عبد الله بن جعفر الذي فَقَد أباه، بل يفرحه أن يذكِّره دائماً في تحيته له بأنَّ أباه في الجنة له جناحان يطير بهما. فكيف بالحب الذي بين الآباء من الصحابة، لولا أنَّ أبناء الصحابة تربوا على المحبة التي ألفوها بين آبائهم، لما نتج هذا التقارب والحب الذي بين أبناء الصحابة.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «رأيت جعفر بن أبى طالب ملكا يطير فى الجنة مع الملائكة بجناحين» (٢).

وعنه أيضاً - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «مرَّ بي جعفر الليلة في ملأ من الملائكة وهو مخضَّب الجناحين بالدم أبيض الفؤاد» (٣).

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعاً «دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها فإذا جعفر


(١) البداية والنهاية لابن كثير (٣/ ٢٥٦).
(٢) انظر تخريج الحديث تحت عنوان: الأحاديث الصحيحة في ذكر جعفر - رضي الله عنه -، حديث رقم (٥).
(٣) أخرجه الحاكم (٣/ ٢٣٤) وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي في التلخيص، وقال ابن حجر في الفتح (٧٦/ ٧): إسناده على شرط مسلم، ووافقهم الألباني في السلسلة الصحيحة (٣/ ٣٠٠).

<<  <   >  >>